شركات الاتصالات تتفاوض مع الشركة الكندية بحثا عن حلول
الرياض: يوسف الحمادي
أكدت
هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، لـ«الشرق الأوسط» أن إيقاف
خدمة الـ«بلاك بيري» عن جميع مشتركي الخدمة في السعودية، الذي يبدأ غدا
الجمعة، سيقتصر على خدمة التراسل الفوري «بلاك بيري ميسنجر» فقط، حيث ستظل
الخدمات الأخرى، مثل استقبال وإرسال رسائل البريد الإلكتروني وتصفح مواقع
الإنترنت، متاحة للمشتركين.وشدد سلطان المالك، مدير عام الشؤون الدولية
والعلاقات العامة والإعلام بهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، على موقف
الهيئة تجاه استيفاء المتطلبات، التي طلبتها من الشركات الثلاث المقدمة
للخدمة في السعودية قبل عام، مبينا في الوقت ذاته أن الشركات الثلاث
المشغلة للخدمة في السعودية ما زالت تتفاوض مع شركة «ريم» الكندية، الشركة
المصنعة لأجهزة «بلاك بيري»، بحثا عن حلول.وفي أسئلة لـ«الشرق الأوسط» عن
موضوع التفاوض الذي تجريه شركات الاتصالات مع الشركة الكندية، وعما إذا
كانت هنالك مميزات أخرى بديلة ستوصي بها الهيئة شركات الاتصالات الثلاث
لتقديمها للمشتركين، اعتذر المالك عن إجابة الأسئلة التي تم إرسالها إلى
هاتفه، وكتب ردا بأنه لا يوجد ما يقوله سوى التصريح الذي أرسله. وأكد سلطان
المالك أن الهيئة لا تقف ضد مصلحة المشتركين، طالما أن الخدمات المقدمة لا
تتعارض مع أنظمة الهيئة، كما أنها حريصة على تشجيع الشركات لتقديم أحدث
الخدمات المتوافقة مع متطلبات التراخيص الصادرة لها، إلا أن تقديم خدمة
«بلاك بيري» بوضعها الحالي لا يفي بالمتطلبات التنظيمية وفق أنظمة وشروط
التراخيص الصادرة لمقدمي الخدمة. وأشار إلى أن هيئة الاتصالات وتقنية
المعلومات أبلغت قبل أكثر من عام، مقدمي خدمة الاتصالات المتنقلة الثلاث في
السعودية «شركة الاتصالات السعودية»، وشركة اتحاد اتصالات «موبايلي»،
وشركة الاتصالات المتنقلة «زين»، بضرورة العمل مع الشركة المصنعة لأجهزة
«بلاك بيري» على سرعة استيفاء المتطلبات التنظيمية المطلوبة. وبحسب متخصصين
في سوق الاتصالات السعودية، فإن أكثر من 90 في المائة من استخدام أجهزة
«بلاك بيري»، ينصب في خدمة التراسل الفوري الـ«بي بي ميسنجر»، في حين أن
نسبة لا تتجاوز الـ10 في المائة تكون للخدمات الأخرى، حيث أحرزت خدمة
التراسل الفوري نسبة انتشار عالية في أوساط الشباب خاصة.
ويرى مراقبون أن قرار المنع الذي اقتصر على خدمة «التراسل الفوري» في أجهزة
«بلاك بيري»، التي تلقى إقبالا متزايدا، يعطي دلالة كبيرة على أن الجانب
السعودي، ممثلا في الهيئة والشركات الثلاث، ما زالت تبحث مع الشركة الكندية
احتواء الخدمة أمنيا ورقابيا، وسد الثغرات التي تسمح بمرور رسائل غير
مرغوبة، وهو ما يعد حقا مشروعا للسيطرة على سلبيات الخدمة وتفاديها، وتجنب
ما يمكن أن تتسبب فيه من أعمال تخريبية.
وهنا قال محمد العيادة، مدير عام شركة مشاعل الخليج للإلكترونيات، لـ«الشرق
الأوسط»، إنه طالما توقع أن تتم إعادة تنظيم خدمة «بلاك بيري» في
السعودية، خاصة خدمة التراسل الفوري، التي تفتقد لعنصر المراقبة، الأمر
الذي يجعلها وسيلة سهلة الاستخدام لعناصر إرهابية، أو جماعات تخريبية.
وأوضح العيادة أن الشركة الكندية «ريسيرش إن موشن»، كانت مصرة على تزويد
خدمة التراسل الفوري، وهذا ما لا تقبله هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في
السعودية، لمخالفته أنظمتها، مبينا أن المنع لن يكون في صالح شركات
الاتصالات الثلاث إذ إن سوق خدمات «بلاك بيري» سوق كبيرة وآخذة في النمو،
وهذا ما يبرر قيامها بالتفاوض مع الشركة الكندية للوصول إلى حلول لإعادة
تنظيم مراقبة خدمة التراسل الفوري.
وطالب محمد العيادة، هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بأن توصي بالبديل من
الأجهزة الأخرى، وأن توصي بميزات إضافية تقدمها الشركات لمشتركيها، حيث إنه
بإمكان شركات الاتصالات تقديم عروض أكثر تغني عن خدمة «بلاك بيري» بشكل
عام، في ظل وجود أجهزة جوال ذكية أخرى مثل «آي فون»، الذي يقدم خدمات بديلة
ومنافسة، وبأقل تكلفة ومن دون رسوم، في حين أن رسوم الاشتراك الشهري لخدمة
«بلاك بيري» تبلغ 99 ريالا (26 دولارا). وتوقع مدير عام شركة مشاعل الخليج
للإلكترونيات، أن ترتفع مبيعات أجهزة «آي فون» بعد قرار الإيقاف، مشيرا
إلى أنه من الممكن أن يحدث المزيد من الطلب على مثل هذا الجهاز خلال الفترة
المقبلة.
