سليمان القلشي
لا أعرف بالضبط كيف يكون الإنسان مشهوراً وذا موهبة عالية تجلب له
ملايين الجنيهات ووسائل الإعلام لا تكف عن الحديث عنه وعن موهبته وآلاف
الجماهير في الملاعب تهتف باسمه وتتراقص علي أنغام موهبته داخل الملعب ثم
يترك كل ذلك ويخترع المشاكل «ويتلكك» لأي تصرف من الذين حوله ليصبح شخصا
آخر لا تنفعه الشهرة ولا الموهبة يصبح شخصًا تافه التفكير... سطحي الرؤية؟!
هكذا فعل الأستاذ شيكابالا في نفسه.
مشكلة شيكابالا في الزمالك
مشكلة منظومة نادي الزمالك التي في ثناياها تقول إن أي لاعب يمكن له أن
يفعل أي شيء، لا توجد قيود علي تصرفات اللاعبين وهذه إحدي سمات المنظومة،
وأيضا الكل يبحث عن المال والكل يبحث عن الشهرة.. الكل لا يعلم قيمة
الفانلة التي يرتديها وذلك ما فعله شيكابالا في الأيام الماضية وما سيفعله
في الأيام القادمة وأيضا ما سيفعله لاعبو الزمالك سابقا ولاحقا وكل ذلك ما
هو إلا جزء من منظومة نادي الزمالك الإدارية التي تشع فشلا كل لحظة. نرجع
إلي الأخ الكريم شيكابالا والذي كانت قصته وصوره تتصدر صفحات الصحف
الرياضية.
منذ فترة كان الرجل يلعب ضمن مجموعة اللاعبين الذين خاضوا
مباراة ودية ولاحظ المدير الفني حسام حسن أن الأستاذ الكريم ذا الأرجل
الذهبية والعقل الراجح والثقافة السطحية كالعادة كان يلعب لنفسه ولا يتعاون
مع زملائه وكان يتعمد في تلك المباراة الودية مع وادي دجلة أن يثبت أنه
اللاعب الوحيد الذي يلاعب فريق وادي دجلة وبين الشوطين ما كان من المدير
الفني إلا أن وبخ هذا اللاعب علي ما فعله، وهذا شيء عادي، بل عادي جدا في
عالم كرة القدم، وهناك الكثير من المديرين الفنيين للفرق تكون كلماتهم ليست
عتابا لكنها كلمات توبيخ شديدة للاعب المقصر ولكن هذا لم يعجب الفتي
الأسمر ذا الأرجل الذهبية، صاحب البطولات الكبيرة لنادي الزمالك.. الأخ
شيكابالا الذي يفعل كل ما في وسعه من أجل رفعة ناديه لذلك لم يعجبه كلام
المدير الفني وغادر معسكر الفريق هاربا كالعادة، فالأخ شيكابالا متعود علي
الهروب، فقد هرب من النادي اليوناني وجاء إلي مصر «ليكع» نادي الزمالك أكثر
من 9 ملايين جنيها ثمنا لهروب الفتي المدلل. لم يقدر شيكابالا أن يتحمل
كلمات حسام حسن الشديدة فأراد أن ينسج فيلما حتي يمكن له أن ينتزع الموافقة
علي رحيله واحترافه بنادي اندرلخت البلجيكي وذهب ليعيش أيامًا سعيدة مع
رفقاء السوء ويذهب إلي الحفلات الغنائية ويترك فترة إعداد الفريق.. كل ذلك
ومن الغريب أنه ليس غريبا علي شيكابالا، فهو لاعب مدلل سطحي الثقافة وللأسف
قوي الموهبة فنان كروي جميل.. الفرق بينه وبين الفنان المبدع أبوتريكة أن
أبو تريكة رجل اكتسب ثقافة محترمة فاستطاع أن يطوع موهبته لخدمة ناديه
وتاريخه ومستقبله لكن الأخ شيكابالا هرب من المعسكر ليقول قولته الشهيرة
«أنا هاثبت لحسام حسن إني راجل» وأنا هنا أتساءل: هل الأيام السبعة التي
قضاها الفنان المبدع شيكابالا بعيدا عن معسكر إعداد الفريق أثبتت أنه رجل؟
بالعكس جماهير الزمالك وأنا منهم أري أنها مدة أثبتت أن شيكابالا مازال
طفلا «يتقمص» من كلمات التوبيخ من مدرب لم يقدر شيكابالا إلي الآن أن ينسج
تاريخا ليوم واحد من أيامه والرجال هم الذين يواجهون ولا يهربون.. الرجال
هم الذين يعتذرون عندما يخطئون... الرجال هم الذين يقدرون قيمة فانلة عظيمة
وتاريخية اسمها فانلة الزمالك ولا يرمونها علي الأرض وللأسف لا يجازون علي
ذلك... الرجال هم الذين لا يتركون عملهم ولقمة عيشهم ليسهروا في الحفلات
وفي المطاعم.. هؤلاء هم الرجال أمثال عبد الواحد السيد ذلك الرجل المحترم
الذي يعشق الزمالك والباحث دائما عن مصلحته.. الرجال هم الذين يحترمون
مدربهم ويقدرون حماسه لرفع شأن النادي ولا يمكن لشيكابالا أن ينسي أو
يتناسي أن حسام حسن عامله طوال الفترة السابقة معاملة النجوم، وأظن أن حسام
حسن شعر بخطأه الآن لأن اللاعب نسي ذلك وأمام أول مواجهة خرج ليقول «أنا
هاثبت لحسام حسن إني راجل» وذهب لمدة سبعة أيام يفعل كل ما في وسعه لكي
يصبح رجلا يسهر إلي الصباح يتراقص علي أنغام الموسيقي في الحفلات
الغنائية.. تلك التصرفات التي يثبت الأخ شيكابالا لنا من خلالها أنه رجل!!
في
تلك الزاوية ومنذ أكثر من سنة كتبت مقالا عبرت فيه عن إعجابي الشديد بتلك
الموهبة الفذة المتمثلة في شيكابالا وأنا اليوم أسحب كل كلمة قلتها عن ذلك
اللاعب وأطالب بصفتي زملكاويا من ضمن ملايين الزملكاوية في مصر بأن يوافق
النادي علي رحيل هذا الفتي واحترافه بالنادي البلجيكي ويستفيد ماليا بقدر
الإمكان ويبعده عن الزمالك، لأن مثل هذا الفتي لا يستحق أن يحمل اسم فريق
عريق مثل الزمالك أو أن يكون بين أبنائه... وصباح المرجلة أيها
الـ«شيكابالا».
سليمان القلشي